الأربعاء، 27 يوليو 2011

مصر في مفترق الطرق،

مصر في مفترق الطرق، ومالم ننتبه فإن احتراب الفرقاء آخذنا لامحالة إلي خيارات أحسن مافيها مر، وسواء كان ذلك بحسن النوايا والحماس أو بالحمق والغفلة أو جراء الانتهازية والطمع فإننا أمام مشاهد الفوضي وسيناريوهاتها تتحقق علي الأرض. وهي فوضي لاتعيق مسارات ثورتنا العظيمة فحسب، وإنما تهدد كيان الدولة ووحدتها وأركانها، وعلي المجلس العسكري مالم يتدخل بالحسم أن يتحمل مسئولياته أمام الأجيال القادمة وأمام التاريخ. إنه مشهد عبثي تتناوشه اعتبارات وتوجهات وشخوص أشبه ماتكون بـ "ست شخصيات تبحث عن مؤلف" في مسرحية "لويجي بيرانديللو" الشهيرة. وبعيداً عن حرفية المسرحية وشخوص أبطالها: الأب والأم والابن والابنة وشابين يافعين ذهب كل منهم يقدم نفسه وأحلامه وأفكاره لجمهور النظارة وكأنه يلتمس طريقا للخلاص والتحقق ينشد مصيراً أكثر أمناً وجمالاً وموضوعية، أنها شخصيات حقيقية ذهبت لتبحث عن مؤلف يقدم مأساتها علي المسرح طلباً لتعاطف الجمهور وتأييده، ولما عجز المؤلف عن مجاراة الواقع والحقيقة وتشابك الأحداث وعمق مغزاها طردهم جميعاً من خياله فذهبوا يرتجلون علي المسرح كل منهم يبرئ نفسه وربما أدان الآخرين في محاولة تشف عن الطلاق البادي مابين الحقيقة كما هي وكما ينبغي أن تكون وما بين الخيال الذي يتوهمه كل من الشخصيات الستة، الذين تجلت مأساتهم في تشرذمهم واختلافهم فلا أحد منهم ينشد رؤية للخلاص الجماعي والتحقق الجماعي إنما هو يقدم نفسه بديلاً لكل الآخرين وأهلاً للحقيقة عن كل الفرقاء، فلم تقنع كلماتهم أحداً واستقبلهم الجميع باستخفاف بما فيهم المخرج ومدير المسرح وحتي النظارة والمتفرجين. وتظل الشخصيات الستة في اشتباك واحتراب وتنافس تضيع معه قضيتهم ويتشتت الناس في استقبال حجتهم وتصديق مقولاتهم ورؤيتهم. هل من قبيل الصدفة أو هو محاولة للتعسف وتطويع الأفكار أن نري المشهد السياسي في بلادنا تتناوشة ستة شخصيات اعتبارية لايزال كل منها يبحث عن مؤلف ذلك أن حجته لاتزال غير مقنعة وأن واقعه يكذب خياله وحاضره ينبيء عن محاولات افتعاله وارتجاله. في المشهد ثورة ناهضة وثوار شرفاء وفي المشهد قوي متربصة وأوغاد حانقين علي الثورة متآمرين عليها يمدون جسورهم لكل طامع، وفي المشهد يمين رجعي انتهازي يحاول اصطياد الفرصة يستقوي بالمقدس ويتطاول في البنيان بالتمويل السخي والإعلام الغبي، وفي المشهد يمين ليبرالي يحاول أن يمد جسوره مع الجميع ليجد له مكاناً تحت شمس الثورة، وفي المشهد يسار باهت وبقايا أحزاب ضعيفة، وفي المشهد حكومة فاشلة رجعية متخلفة لاتمت للثورة في شئ، ويبقي خلفية المشهد جمهور النظارة العريض ينتظر لحظة جلاء الحقيقة وفتح الستار عن مشهد انتصار الثورة الذي لن يستطيع كتابته إلا مؤلف محترف فاهم وواعي لاتخيل عليه الحكايا والأباطيل، مؤلف يضع كل شخصية في مكانها الصحيح وزمانها الصحيح وسياقها الصحيح في الأحداث والواقع العام في بلادنا والمشهد السياسي حولنا. لقد عانت مصر طويلاً من جراء موات السياسة، والآن تعاني أكثر من شطحات السياسة وغباء توجهاتها واستغلالها ومغامراتها التي باتت متهمة بتحقيق أقصي أحلام وأمنيات أعداء الوطن والمتربصين له والمتآمرين عليه. لقد بدأ المشهد عبثياً وكأن الفرقاء جميعاً تحولوا دون أن يدروا إلي لاعبين مغيبي الوعي فاقدي القدرة علي الرؤية، يقدمون أدواراً شريرة علي مسرح أحداث هو نفسه فخ منصوب لهم ولنا في مسرحية الفوضي الخلاقة التي يقوم بإخراجها وانتاجها وتوزيعها قوي ظلامية وأخري هلامية وكثيرون من أصحاب المصالح والمطامع والمغامرة، ولانستبعد التمويل الخارجي المتدفق دون حساب أو رقيب وربما بتواطؤ البعض وضلوع البعض في المؤامرة، المدهش أن علي خشبة المسرح ستة شخصيات هي نفسها التي لاتزال تبحث عن مؤلف. أخطر مافي المشهد هو أن هذه الشخصيات في اندماجها في أداء دورها المرتجل لا تتورع أن تتاجر في دماء الشهداء وان تخون البعض وان تكفر البعض وأن تطعن الثورة وتشوه أنبل أبنائها ورجالها وأن تسئ إلي جيش مصر العظيم وأن تحاول الوقيعة بينه وبين الشعب فتغتال حلم البسطاء في التقدم والعدالة الاجتماعية والحياة الحرة الكريمة وتؤسس لفتنة طائفية لم تنج من ويلاتها أوطان تم تقسيمها كما في السودان أو هي علي مشهد منه كما في ليبيا والعراق وغيرها، والله إن صمويل هنتنجتون وبرنارد لويس وفرانسيس فوكوياما وغلاة المحافظين الجدد يرفعون لهم القبعات فما حققتموه علي الأرض فاق كل توقعاتهم وأمنياتهم في صراع الحضارات والفوضي الخلاقة وفجوات الاستقرار التي تضرب المجتمعات الاسلامية والعربية ودولها وتدفع إلي تبني النموذج الغربي في التبعية والتماهي مع أهدافه وبرامجه ومؤامراته. هل فاتكم ما نشرته "صوت الأمة" في عددها الأخير عن إعلان الدولة القبطية كما قال عصمت زقلمة "من أقباط المهجر" الذي يطالب بحكم ذاتي وحكومة وقضاء خاص، ولم لا؟ وعلي الجانب الآخر من دعاة الفوضي الهدامة أصوات متشددة ووجوه متجهمة وأفكار رجعية متزمتة عن الجزية والنصاري والدولة الدينية وعشرة ملايين للشريعة والانتخابات أولاً وعلي من يعارض ذلك أن يتحمل مسئولية مايفعل. إنه التهديد دون مواربة ودون خشية. أوقفوا المليونيات وتنبهوا أن المطلوب "لبننة" مصر وهاهي ميليشيات القتلة والمحترفين تستعد لتقسيم مصر وضرب استقرارها مابين سنة وشيعة ودروز وكتائب وإخوان وجماعات وسلفية. ياسادة نحن أمام مشهد تفسخ دولة لا إجهاض ثورة فحسب وعلي المجلس العسكري أن يتحمل مسئولياته أمام الوطن وأمام التاريخ لاقامة دولة مدنية حديثة، فلاتزال الثورة تبحث عن مؤلف

عاجل .. إن الله يهدي من يشاء .. باريس هيلتون تعتنق الإسلام وتغير اسمها لـ"طاهرة" وترتدي الحجاب -جريدة الواقع

الأحد، 10 يوليو 2011

آخر الأخبار - سبب جلطات محمد حماقي

آخر الأخبار - سبب جلطات محمد حماقي

آخر الأخبار - سبب جلطات محمد حماقي

آخر الأخبار - سبب جلطات محمد حماقي

مقتطفات من محاضرة أ\حازم أبو إسماعيل بساقية الصاوي


مقتطفات من محاضرة أ\حازم أبو إسماعيل بساقية الصاوي